جامعة الإسكندرية في سطور
يرجع تاريخ جامعة الإسكندرية إلى سنة 1938 عندما أنشئت كفرع من جامعة القاهرة (فؤاد الأول سابقاً) وكانت تضم في البداية كليتين فقط هما: كلية الآداب، وكلية الحقوق، ثم صدر بعد ذلك مرسوم ملكي في الثاني من أغسطس 1942 بإنشاء جامعة فاروق الأول بالإسكندرية تتكون من سبع كليات هى: (كلية الآداب-كلية الحقوق-كلية الطب-كلية العلوم-كلية الهندسة-كلية الزراعة-كلية التجارة).
وتحددت رسالة الجامعة منذ إنشائها في "تشجيع البحوث العلمية، والعمل على رقى الآداب والعلوم فى البلاد" وكان الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي أول رئيس للجامعة. وقد تغير اسم الجامعة بعد عشر سنوات من إنشائها؛ أي بعد قيام ثورة يوليو عام 1952، ليصبح أسمها جامعة الإسكندرية. ومنذ ذلك الحين تعاظم دورها من خلال إنشاء كليات وتخصصات جديدة، فقد أنشئت بها كلية الصيدلة، وكلية التمريض، وكلية طب الأسنان، كلية التربية، كلية السياحة والفنادق، كلية الطب البيطري بإدفينا.
وفى سنة 1989 ضمت الجامعة إليها كليات ومعاهد كانت تتبع جامعة حلوان بالإسكندرية، وهى كلية التربية الرياضية للبنين، وكلية التربية الرياضية للبنات، وكلية الفنون الجميلة، وكلية الزراعة بمنطقة سابا باشا، كما ضمت لها كلية التربية النوعية وكلية رياض الأطفال وكانتا تتبعان وزارة التعليم العالي. أما آخر الكليات المستحدثة بالجامعة فهى كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية والتي أنشئت سنة 2012، وبذلك أصبحت جامعة الإسكندرية من أكبر الجامعات المصرية حيث تضم 20 كلية جامعية، إضافة إلى ثلاثة معاهد للدراسات العليا، وهى معهد الصحة العامة (أنشئ سنة 1963) ومعهد البحوث الطبية (أنشئ سنة 1971) ومعهد الدراسات العليا والبحوث (أنشئ سنة1972)، وذلك كله بغرض التوسع فى الدراسات العليا والبحوث والتدريب في مجال العلوم البحتة والتطبيقية والتجريبية وغيرها.
وقد تحملت جامعة الإسكندرية خلال العقدين السابع والثامن من القرن العشرين مسئولية توسيع دائرة انتشار التعليم الجامعي في المحافظات القريبة منها؛ فقد أنشأت كلية الطب، وكلية العلوم، وكلية التربية في مدينة طنطا والتي أصبحت نواة لجامعة طنطا بعد ذلك، كما أنشأت كلية للزراعة فى كفر الشيخ، وأنشأت كليات للآداب، والتجارة والتربية والزراعة والطب البيطري في دمنهور، وكانت فرعاً لجامعة الإسكندرية ما لبث أن تحول إلى جامعة مستقلة باسم جامعة دمنهور.
وقد امتد تأثير جامعة الإسكندرية –غرباً- في الساحل الشمالي حيث أنشأت كليات للتربية وللسياحة والآثار واللغات والتربية الرياضية في مرسى مطروح، وأصبحت هذه الكليات فرعاً تابعاً للجامعة ويرأسه نائب لرئيس الجامعة في هذه المنطقة النائية في الصحراء الغربية لمصر.
أما خارج مصر، فقد أسهمت جامعة الإسكندرية بدور كبير في نشر التعليم في الوطن العربي من خلال دورها التاريخي البارز في إنشاء جامعة بيروت العربية سنة 1960، فقد ساندت مصر فكرة إنشاء الجامعة اقتصاديا، وتبنتها جامعة الإسكندرية أكاديمياً، حيث حدد تلك العلاقة رباط أكاديمي علمي حدده النظام الأساسي لجامعة بيروت العربية على نحو لا يمس الاستقلال الكامل لها في شئونها العلمية والإدارية والمالية، وفى سبيل ذلك كانت جامعة الإسكندرية تمنح الدرجات العلمية لخريجي جامعة بيروت العربية، وتزودها بأعضاء هيئة التدريس، وتعتمد اللوائح الداخلية بكلياتها، واستمرت تلك العلاقة على امتداد نحو نصف قرن، وأصبحت مقتصرة الآن على تزويدها بالأساتذة المتخصصين المعارين والمنتدبين بعد أن تكاملت لجامعة بيروت العربية المقومات الجامعية في التخصصات المختلفة.
وقد واصلت جامعة الإسكندرية رسالتها في أفريقيا كذلك حيث أنشأت فرعاً لها في مدينة تونج- بدولة جنوب السودان يتكون-حالياً-من أربع كليات هي الزراعة، والطب البيطري، والتربية، والتمريض. وفرعاً آخر في مدينة أنجامينا بدولة تشاد، يضم في الوقت الحاضر كليتين فقط هما كلية الطب البيطري، وكلية الزراعة. وتضع جامعة الإسكندرية في إستراتيجيتها التوسع في كليات هذين الفرعين والتعاون مع دول أخرى في المجال الأكاديمي، والتعليمي، وذلك كله تحقيقاً لرسالتها وعطائها الدائم في خدمة العلم والإنسانية.